فصل: موسى بن نصير.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.حسان بن النعمان الغساني.

ثم إن عبد الملك بن مروان بعد أن قتل عبد الله بن الزبير وصفا له الأمر أمر حسان ابن النعمان الغساني بغزو أفريقية وأمده بالعساكر ودخل القيروان وافتتح قرطاجنة عنوة وخربها وفر من كان بها من الروم والفرنجة إلى صقلية والأندلس ثم اجتمعوا في صطفورة وبنزرت وهزمهم ثانية وانحاز الفل إلى باجة وبونة فتحصنوا بها ثم سار حسان إلى الكاهنة ملكة جرارة بجبل أوراس وهي يومئذ أعظم ملوك البربر فحاربها وانهزم المسلمون وأسر منهم جماعة وأطلقتهم الكاهنة سوى خالد بن يزيد القيسي فإنها أمسكته وأرضعته مع ولديها وصيرته أخا لهما وأخرجت العرب من أفريقية وانتهى حسان إلى برقة وجاءه كتاب عبد الملك بالمقام حتى يأتيه المدد ثم بعث إليه المدد سنة أربع وسبعين فسار إلى أفريقية ودس إلى خالد بن يزيد يستعمله فأطلعه على خبرهم واستحثه فلقي الكاهنة وقتلها وملك جبل أوراس وما إليه ودوخ نواحيه وانصرف إلى القيروان وأمن البربر وكتب الخراج عليهم وعلى من معهم من الروم والفرنج على أن يكون معه إثنا عشر ألفا من البربر لا يفارقونه في مواطن جهاده ورجع إلى عبد الملك واستخلف على أفريقية رجلا اسمه صالح من جنده.

.موسى بن نصير.

ولما ولي الوليد بن عبد الملك كتب إلى عمه عبد الله وهو على مصر ويقال عبد العزيز أن يبعث بموسى بن نصير إلى أفريقية وكان أبوه نصير من حرس معاوية فبعثه عبد الله وقدم القيروان وبها صالح خليفة حسان فعقد له ورأى البربر قد طمعوا في البلاد فوجه البعوث في النواحي وبعث ابنه عبد الله في البحر إلى جزيرة ميورقة فغنم منها وسبى وعاد ثم بعثه إلى ناحبة أخرى وابنه مروان كذلك وتوجه هو إلى ناحية فغنم منها وسبى وعاد وبلغ الخمس من المغنم سبعين ألف رأس من السبي ثم غزا طنجة وافتتح درعه وصحراء تافيلالت وأرسل ابنه إلى السوس وأذعن البربر لسلطانه ودولته وأخذ رهائن المصامدة وأنزلهم بطنجة وذلك سنة ثمان وثمانين وولى عليها طارق بن زياد الليثي ثم أجاز طارق إلى الأندلس دعاه إليها بلبان ملك غمارة فكان فتح الأندلس سنة تسعين وأجاز موسى بن نصير على أثره فكمل فتحها كما ذكرناه ثم قفل موسى إلى الشرق واستخلف على أفريقية ابنه عبد الله وعلى الأندلس عبد العزيز وهلك الوليد وولي سليمان سنة ست وتسعين فسخط موسى وحبسه.

.محمد بن يزيد.

لما ولي سليمان وحبس موسى بن نصير عن ابنه عبد الله عن أفريقية ولى مكانه محمد بن يزيد مولى قريش فلم يزل عليها حتى مات سليمان.

.إسماعيل بن أبي المهاجر.

ولما مات سليمان استعمل عمر بن عبد العزيز على أفريقية إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر وكان حسن السيرة وأسلم جميع البربر في أيامه.

.يزيد بن أبي مسلم.

ولما تولى يزيد بن عبد الملك ولى على أفريقية يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج وكاتبه فقدم سنة إحدى ومائة وأساء السيرة في البربر ووضع الجزية على من أسلم من أهل الذمة منهم تأسيا بما فعله الحجاج بالعراق فقتله البربر لشهر من ولايته ورجعوا إلى محمد بن يزيد مولى من الأنصار الذين كان عليهم قبل إسماعيل وكتبوا إلى يزيد بالطاعة والعذر عن قتل ابن أبي مسلم فأجابهم بالرضا وأقر محمد بن يزيد على عمله.

.بشر بن صفوان الكلبي.

ثم ولى يزيد على أفريقية بشر بن صفوان اللأكلبي فقدمها سنة ثلاث ومائة فمهدها وسكن أرجاءها وغزا بنفسه صقلية سنة تسع ومائة وهلك مرجعه عنها.

.عبيدة بن عبد الرحمن.

ثم عزل هشام بن عبد الملك بشر بن صفوان عن أفريقية وولى مكانه عبيدة بن عبد الرحمن السلمي وهو ابن أخي أبي الأعور فقدمها سنة عشر ومائة.

.عبيد الله بن الحجاب.

ثم عزل هشام عبيدة بن عبد الرحمن وولى مكانه عبيد الله بن الحجاب مولى بني سلول وكان واليا على مصر فأمره أن يمضي إلى أفريقية واستخلف على مصر ابنه أبا القاسم وسار إلى أفريقية فقدمها سنة أربع عشرة وبنى جامع تونس واتخذ لها دار الصناعة لإنشاء المراكب البحرية وبعث إلى طنجة ابنه إسماعيل وجعل معه عمر بن عبيد الله المرادي وبعث على الأندلس عقبة بن حجاج القيسي وبعث حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع غازيا إلى المغرب فبلغ السوس الأقصى وأرض السودان وأصاب من مغانم الذهب والفضة والسبي كثيرا ودوخ بلاد المغرب وقبائل البربر ورجع ثم أغزاه ثانية في البحر إلى صقلية سنة اثنتين وعشرين ومعه عبد الرحمن بن حبيب فنازل سرقوسة أعظم مدائن صقلية وضرب عليهم الجزية وأثخن في سائر الجزيرة وكان محمد بن عبيد الله بطنجة قد أساء السيرة فى البربر وأراد أن يخمس من أسلم منهم وزعم أنه الفيء فاجمعوا الانتقاض وبلغهم مسير العساكر مع حبيب بن أبي عبيدة إلى صقلية فسار ميسرة المظفري بدعوة الصفرية من الخوارج وزحف إلى طنجة فقتل عمر بن عبيد الله وملكها واتبعه البربر وبايعوه بالخلافة وخاطبوه بأمير المؤمنين وفشت مقالته فى سائر القبائل بأفريقية وبعث ابن الحجاب إليه خالد بن حبيب الفهري فيمن بقي معه من العساكر واستقدم حبيب بن أبي عبيدة من صقلية ومن معه من العساكر وبعثه في أثر خالد ولقيهم ميسرة والبربر بناحية طنجة فاقتتلا قتالا شديدا ثم تحاجزوا ورجع ميسرة إلى طنجة فكره البربر سوء سيرته فقتلوه وولوا عليهم مكانه خالد بن حبيب الزناتي واجتمع إليه البربر ولقيه خالد بن حبيب في العرب وعساكر هشام فانهزموا وقتل خالد بن حبيب وجماعة من العرب وسميت غزوة الأشراف وانتقضت أفريقية على ابن الحجاب وبلغ الخبر إلى الأندلس فعزلوا عامله عقبة بن الحجاج وولوا عبد الملك بن قطن كما مر.